الثلاثاء 13 أيار 2025
في حلقة خاصة عبر تلفزيون "ريد تي في"، أطلّ نائب كسروان فريد الخازن في حديث مطوّل عن الانتخابات البلدية والشؤون السياسية في لبنان والمنطقة ، فأشار إلى أن جونية، عاصمة المسيحيين، استنفرت القوى السياسية لتثبيت حضورها الانتخابي، مبرّرًا التحالفات التي حصلت بالأمر الطبيعي. أما عن عدم تحالفه مع التيار الوطني الحر، الذي سبق أن سمّاه لرئاسة الجمهورية، فأوضح أن هناك ظروفًا حالت دون ذلك لن يتناولها في الإعلام.
ورأى أن تيار المردة أثبت حضوره في انتخابات الشمال، كما أن النتائج أفضت إلى تقدّم "القوات" في بعض المجالس. واعترف أن التيار، رغم تراجع شعبيته، إلا أنه أثبت وجوده في كسروان. وأعلن أنه يتشرّف بتحالفه مع تيار المردة، حيث تربطه علاقات جيدة مع العائلة، ورغم اختلاف المواقف السياسية مع النائب السابق سليمان فرنجية، فإن التيار لا يحتكر قرار الحلفاء، على عكس بعض القوى الأخرى. كما أشار إلى تحوّل كبير في خطاب النائب طوني فرنجية، الذي يصبّ اليوم في مصلحة الدولة اللبنانية. وعبّر عن خوفه على الانتخابات في بيروت، لكنه يعوّل على وعي أهل العاصمة لتكون "بيروت للجميع". وكان يفضّل تأجيلها إلى حين إقرار قانون انتخابي جديد ينصفها من خلال اللوائح المقفلة، لكن الخوف كان من أن ينسحب التأجيل على باقي المحافظات، لذلك كان الأفضل السير بالقانون الحالي.
وكشف أنه بصدد تكوين خطاب سياسي جديد سيطلقه في الصيف، وبناءً عليه سيبني تحالفاته. وأكد أنه لا يمكن أن يُؤمَّن لإسرائيل في الجنوب خلال الانتخابات. فبالرغم من التطمينات التي حصل عليها لبنان من المجتمع الدولي، إلا أن هناك خوفًا كبيرًا من إسرائيل. واعتبر أن الدولة أخذت القرار السليم بإجراء الانتخابات في الجنوب، وهو قرار وطني ضمن مسار بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. ورأى أن لبنان أمام مرحلة جديدة، ومهمتنا أن نجمع البلد ونبدأ الحوار مع مختلف الشرائح، لكن ليس على حساب بناء الدولة، بالتأكيد دولة القانون والمؤسسات. وحول العلاقة مع رئيس حزب القوات اللبنانية، أكّد أن سمير جعجع كان على علاقة استثنائية مع والده، وهناك محبة خاصة له، ولكن هناك تباينًا في الخيارات السياسية.
أما على المستوى الاستراتيجي، فلا خلاف معه. وقال: "لم يخذلنا أولاد كسروان وجبيل أبدًا، وعلاقتنا معهم علاقة أهل في كل الظروف".
وشدّد على أنه لا يتنكر لشعبية "القوات" الذين عززوا حضورهم، ولكن آل الخازن أحرزوا تقدمًا أيضًا، وفازوا بخمسة رؤساء بلديات جدد، لذلك "لا خوف على زعامة بيت الخازن في كسروان". كما أكد أنه يسير في خط بكركي، فهو مع الحياد، وحصر السلاح بيد الدولة، ومع التعددية، ولن يكون في موقف مناقض للبطريركية.
وعلى مستوى الحوار في موضوع السلاح، كشف – وفق معلوماته – عن وجود أخذ وردّ بين الرئيس ميشال عون وحزب الله، عبر أشخاص مكلّفين يعملون بجدية، لكنه طالب المجتمع الدولي بأن يقوم بدوره في مساعدة لبنان بملف وقف الاعتداءات. وعن تقييمه لعهد قائد الجيش العماد جوزاف عون، لفت إلى أنه جاء في ظروف صعبة في بلد منهك، ويتصرف بحكمة ووعي، لذلك يشعر كنائب بالارتياح، لكنه يطالب بأن يكون السلاح قوة للبنان تحت غطاء الدولة، التي تملك فقط قرار الحرب والسلم، وألا يُتلف السلاح الذي يتسلّمه الحزب بناءً على طلبات خارجية. ونبّه إلى أن سلاح الحزب اليوم لم يعد له أهمية عسكرية فعلية، لكنه يشكّل قوة ردع أمام التكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها العدو، والدعم اللامتناهي من الولايات المتحدة لإسرائيل من حيث التسليح والتكنولوجيا الحديثة. وأعلن أنه على قناعة بأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة لن يحصل بسهولة، إلا بعد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وبين لبنان وإسرائيل، للبتّ بهوية مزارع شبعا، لأن الخوف يبقى من تجدّد الحرب في حال بقيت إسرائيل تحتل أجزاء من الجنوب.